سمعنا عن مشروع جديد لأحد الشركات
لإدخال الميكنة و تركيب شبكة للربط بين الإدارة و فروعها و تنفيذ
منظومات، فبادرنا بشراء كراسة طلب العروض للمشروع، طامعين أن يحالفنا
الحظ، حيث علمنا ان المشروع يشمل تطوير منظومات وتركيب شبكة حواسيب وهو
ما يهمنا في الأمر، و لكن لا نمانع أحيانا" من الاشتراك في العطاءات
لغرض ان نكوَن فكرة على تقنية الميكنة و الحواسيب و سبل تطبيقها عندنا
....
و عند تصفح الكراسة لاحظنا ان
واضعي المواصفات بالكراسة قد اهتموا اهتمام جل بالجوانب الهامشية
للمواصفات كذكر قوة مكبر الصوت 200 ( ملاحظة هذا الموضوع سنتطرق له في
مقالة أخرى لشرح المعنى الحقيقي لقوة مكبرات الصوت) و فأرة تشغيل و PAD
و هي لا تساوي 10 دراهم... بينما افتقرت المواصفات إلى أساسيات آي شبكة
حاسوب ... حيث يبدو انه قد تم التغاضي عليها و توريط المشتركين في
المناقصة بوضع ما يرونه مناسبا" في حالة انه هناك رؤية في الأساس... و
توفيرا" للمصروفات حيث ان تنفيذ دراسة علمية تخطيطية من قبل متخصصين،
ينظر إليه غالبا" كمضيعة للوقت و بدون نتائج ملموسة.. لأن الدراسة
عبارة عن كلام على ورق و ليس فيه مردود ملموس و نحن نركز دائما على
المردود الملموس حتى و أن كان نتيجته تكديس أجهزة الحواسيب بمئات
الآلاف ليتجمع عليها الغبار أو لاستعمالها كتحفة للمكتب أو كثقل لمسك
الأوراق لمنع تناثرها...
و قد شملت الكراسة مواد منافية
للغرض الأساسي للمشروع، فمثلا" من ضمن المواد المطلوبة "مجمع تركيب
طابعات" Printer Switch ، فما فائدته و المشروع أساسا" يشمل تركيب شبكة
كاملة.. و لعل من أدنى استعمالات الشبكة هو المشاركة في الطابعات...
و لاحظنا ان الكراسة المواصفات لم
تتطرق لآي معدات للشبكة أو مواصفاتها ، واكتفت بذكر " ربط الأجهزة"، و
كأن الربط الذي يتكلمون عليه هو عبارة عن توصيل كوابل و السلام.... لقد
نسو ان شبكة الحواسيب تحتاج لتخطيط مســــبق و تقدير لحجم بادل
البيانات و رسومات توضح نقاط التوزيع و موزعات و محولات و مضخمات
الشارة Signal Boosters و غيرها من المعدات اللازمة التي يجب اختيارها
بناءا" على دراسة علمية و مسح ميداني.
أما فيما يخص المنظومات فلم تشمل
الكراسة آي مواصفات و اكتفت الكراسة بقائمة بالتقارير المطلوب
استخراجها من المنظومات، فلا دراسة و لا تصميم و اختيار لتقنيات ....
فالملموس هو التقارير، و نحن دائما" نركز على الملموس، أما الباقي فهو
لا فائدة منظورة له، لذا محافظة على الوقت الثمين، لن نبدي آي اهتمام
به و لا نصرف ربع قرش اصفر عليه.... و لنتناسى أن أنظمة الميكنة يجب أن
يبدأ بتصور ثم دراسة ثم مواصفات ثم تصميم و تطوير و تجربة و تسليم... و
اختصارا" لكل هذه الخطوات فلنركز على المخرجات التي نشك في خروجها ....
أما فيما يخص مزودات الشبكة... فقد
تم وضع مواصفاته بطريقة هزلية و ليس به آي مواصفة لجعلهServer، فمن
المعلوم أن الأجهزة المزودة غالبا" ما يتم وضع مواصفاتها بشكل يختلف عن
مواصفات الأجهزة العادية فهي من المفترض أن تشمل SCSI Disks و RAID
Controllers و ذاكرة تصحيحية ECC RAM معالجات Xeon أو QuadCore ... و
مكونات باعتمادية عالية High Availability و غيره من المواصفات اللازمة
حتى يتسنى لنا تسميته Server.
فلإدخال الميكنة الإدارية بشكل
صحيح ولحماية الاستثمار في تقنية المعلومات يجب التعامل مع المسألة
كتوريد حلول متكاملة تشمل تجهيزات وبرمجيات وهيكلية اتصالات متجانسة
ومتكاملة والمتعارف عليه والمعمول به في هذه الحالات ان يتم أولا تحديد
الأهداف المراد تحقيقها مثل: توفير خدمة متميزة للزبائن إلى المشاركة
في البيانات الإدارية والفنية بين الفروع وغيرها وبناء على الأهداف
المخطط لها يتم تقدير حجم العمل المتوقع ومدى الاعتمادية المطلوبة ثم
يتم تصميم الخطوط العريضة وتحديد البرمجيات اللازمة لذلك وهي بدورها
تحدد نظم التشغيل ولغات التطوير ومن ثم يتم تحديد التجهيزات اللازمة من
حاسبات ومعدات اتصال وغيرها .... و بذلك كان يجب أن يتم تنفيذ دراسة
فنية مستوفية من خبراء استشاريين متخصصين في هذا المجال لدراسة
المتطلبات و وضع المواصفات الفنية المناسبة للغرض المطلوب، ثم الخوض في
طلب العروض و إجراء الممارسات و بعد ذلك يتم التنفيذ بإشراف جهة
استشارية محايدة .
نهاية لم يرسي علينا العطاء... و
لكن بمشاركتنا قدمنا عدة تقارير للفت انتباه المعنيين عن قصور طريقة
تداول المشروع من بدايته، و لازلنا ننتظر مرور الأيام للاطلاع على
نتيجة المشروع.... و الله يعوض ال 100 دينار التي دفعناها ثمنا"
للكراسة.
|